إن منظمة المادة 19 تواصل الشعور بالقلق البالغ إزاء استمرار عمليات القتل والهجمات والتهديدات التي تستهدف الصحفيين/ات الذين يغطون النزاع في غزة. لا يمكن أن يستمر هذا التزايد غير المسبوق في عدد الوفيات من الصحفيين/ات والعاملين/ات في وسائل الإعلام، الذين يخاطرون بحياتهم في تغطية النزاع. نكرر دعوتنا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار حماية لجميع المدنيين، بمن فيهم الصحفيون/ات والعاملون/ات في وسائل الإعلام. كما ندعو جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية لحماية الصحفيين/ات والعاملين/ات في وسائل الإعلام. يجب كذلك أن يتم التحقيق في جميع الهجمات المرتكبة ضدهم من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وقالت سلوى غزواني، المديرة الإقليمية لمنظمة المادة 19 في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:
“كل يوم، يعرض الصحفيون/ات في غزة أنفسهم بشجاعة لمخاطر لا يمكن تصورها أثناء تغطيتهم للوقائع القاسية للنزاع. وفاة كل صحفي/ة هي مأساة شخصية لأحبائهم، وكل هجوم ضدهم يحرمنا جميعًا من المعلومات الهامة حول الوقائع التي تحدث على الميدان. كلما زاد عدد القتلى والجرحى من الصحفيين وعدد الاعتداءات عليهم داخل غزة، كلما قلت إمكانية وصول تقارير ومعلومات حياتية مباشرة إلى المدنيين سواء داخل غزة أو خارجها. نحتاج إلى تحرك عاجل من أجل حماية الصحفيين/ات وضمان قدرتهم على الاستمرار في القيام بعملهم بأمان. يجب التحقيق في جميع الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين/ات بشكل مستقل وتقديم الجناة إلى العدالة. يجب على المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة إرسال رسالة واضحة مفادها أن الصحفيين ليسوا هدفاً. إن معاملتهم على أنهم كذلك ، أو الفشل في حمايتهم، يجب أن يرتب عواقب “.
قُتل، وفقًا للجنة حماية الصحفيين، إلى غاية 19 ديسمبر/كانون الأول، ما لا يقل عن 68 صحفيًا وإعلاميًا منذ بداية النزاع.
ففي 15 ديسمبر/كانون الأول، قُتل مصور الجزيرة سامر أبو دقة في هجوم بطائرة بدون طيار، بينما كان يغطي آثار غارة إسرائيلية على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في خان يونس، أين كان النازحون يحتمون فيها. كانت المدرسة محاطة بالجيش الإسرائيلي، ووفقًا لقناة الجزيرة، لم يكن من الممكن إخلاؤها لتلقي العلاج. كما أصيب زميله مدير مكتب الجزيرة وائل الدحدوح في الهجوم. تعمل شبكة الجزيرة حاليًا على إحالة وفاة سامر أبو دقة إلى المحكمة الجنائية الدولية، للتحقيق فيها كجريمة حرب محتملة.
إن الطبيعة العشوائية للقصف في جميع أنحاء غزة تحمل معها مخاطر غير مسبوقة على الصحفيين/ات. في الوقت نفسه، تعرب منظمة المادة 19 عن قلقها العميق إزاء التقارير التي تفيد بأن جيش الدفاع الإسرائيلي يتعمد استهداف الصحفيين/ات . ففي 16 ديسمبر/ كانون الأول، أصيب محمد بعلوشة وهو صحفي في قناة المشهد، بطلق ناري في ساقه على الرغم من ارتدائه خوذة وشارة صحفية. خلص تحقيق منظمة العفو الدولية في وفاة صحفي رويترز عصام عبد الله في جنوب لبنان إلى أن مجموعة الصحفيين كانت معروفة بشكل واضح في وقت الهجوم، وأن الجيش الإسرائيلي كان يعرف، أو كان يجب أن يعرف، أنهم مدنيون – ومع ذلك، أطلق غارتين منفصلتين عليهم، مما أسفر عن مقتل عبد الله وإصابة 6 آخرين.
بموجب القانون الدولي الإنساني، يعتبر الصحفيون/ات مدنيين ولا يمكن اعتبارهم أهدافًا عسكرية. يجب التحقيق في الهجمات عليهم باعتبارها جرائم حرب محتملة.
وما زلنا ندين بأشد العبارات الاعتداء الشامل على حرية التعبير في هذا النزاع . نكرر دعوتنا الملحة إلى وقف فوري لإطلاق النار من قبل جميع الأطراف لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة ومنع المزيد من الخسائر في أرواح المدنيين.